القرآن الكريم فيه بيان كل شيء، فالعالم به على التحقيق عالم بجملة الشريعة والدليل على ذلك أمور منها النصوص القرآنية مثل قول تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [المائدة: 3] وقوله: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: 89] وقوله:{مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}[الأنعام: 38] وقوله:{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9] يعني: الطريقة المستقيمة ولو لم يكن فيه جميع معانيها لما صح إطلاق هذا المعنى عليه حقيقة وأشباه ذلك من الآيات الدالة على أنه هدى وشفاء لما في الصدور ولا يكون شفاء لجميع ما في الصدور إلا وفيه تبيان كل شيء ومنها ما جاء من الأحاديث والآثار المؤذنة بذلك.

كقوله عليه الصلاة والسلام: «إن هذا القرآن حبل الله وهو النور المبين، والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد»([6]) الحديث، فكونه حبل الله بإطلاق والشفاء النافع دليل على كمال الأمر فيه، وفي الحديث: «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله»([7]) وما ذاك إلا أنه أعلم بأحكام الله فالعالم بالقرآن عالم بجملة الشريعة وعن عائشة:«من قرأ القرآن فليس فوقه أحد» وعن عبد الله بن مسعود قال: «إذا أردتم العلم فعليكم بالقرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين» وعن عبد الله بن عمر: «من جمع القرآن؛ فقد حمل أمرًا عظيمًا»([8]).