بدأ ظهور علم التجويد مستقلاً بمسائله وحدوده ومعالمه في حدود القرن الرابع للهجرة[1] لكن التأليف في التجويد سابق على ذلك وإن لم يكن بشكل متخصص، فمن أقدم ما ألف في هذا العلم وأشار الى بعض مسائله (رسالة في الإضغام الكبير) لأبي عمرو بن العلاء البصلأي (ت154 هـ) ثم أرجوزة في تلاوة القرآن لقالون المدني (ت220هـ)[2].

وكان علم التجويد يدرس من قبل ذلك مع القرآن الكريم مشافهةً فيتلقى التلميذ القرآن من شيخه ويقرؤه عليه مرةً بعد مرةٍ الى أن يتقن القراءة ويضبط الآداء.

وكان أول تأليف مستقل في علم التجويد يرجع الى بدأيات القرن الرابع الهجري، وهو قصيدة رائية لأبي مزاحم الخاقاني (ت325هـ)، وقصيدته مكونة من واحدٍ وخمسين بيتاً ذكر فيها عدداً من موضوعات التجويد، وكان لها أثر في جهود العلماء اللاحقين من خلال استشهادهم بأبياتها أو معارضتهم لها أو شرحهم لمعانيها. ولم يستخدم أبو مزاحم كلمة (التجويد) في قصيدته ولكنه استخدم كلمة حسن الأداء وما اشتق منها.